اللغة العربية خصبة بمعانيها متميزة بحيويتها تواصلت مع ثقافات وحضارات الشعوب

تعتبر اللغة
العربية لغة البيان والفصاحة وهي لغة خصبة بمفرداتها وأساليبها متميزة
بحيويتها تمتلك في أعماقها ذخيرة من الأوزان الصرفية والاشتقاقات الهائلة،

وقد ظلت إلى يومنا هذا نبعاً غنياً لكل من ينهل من عيونها الأفكار
العذبة والمعاني السامية الأخاذة وهي اللغة التي بنيت عليها الحضارة
الإسلامية حيث امتلكت خصوصيات متميزة أمنت لها الاستمرارية والديمومة
وجنبتها الترهل والذبول حيث شاركت في إثراء الفكر الإنساني ما جعل من هذه
الخصوصيات أداة للتنوع الثقافي وينبوعاً لإغناء الفكر العربي والإسلامي
وقدرة على التعايش مع كل الأديان والحضارات بلا خوف ولا تردد . إنها اللغة
الوحيدة التي سادت العالم من أقصاه إلى أقصاه وكانت لغته في التخاطب بين
جميع شعوبه وأممه وهذا ما أكده المستشرق الفرنسي جيوم بوستل بقوله: "إن
اللغة العربية أفادتنا كلغة عالمية ونحن نقوم بوظيفتنا فقد أفادتنا في
التعامل مع المغاربة والمصريين والسوريين والأتراك والفرس وتحتوي على أدب
غني وعن طريق معرفة لغة واحدة أي العربية يستطيع المرء أن يتعامل مع العالم
كله" . ويفخر هذا المستشرق بأنه يستطيع أن يعبر آسيا حتى حدود الصين دون
الحاجة إلى مترجم وقد يستخف بعضهم أو تثيره الدهشة من وضع البلاد العربية
والإسلامية عن كيفية أن تكون اللغة العربية لغة عالمية وهم في حالة من
التفكك والتبعية مع ذلك نأسف لهذه الدهشة وهذا القصور في الفهم لأن العالم
اليوم أحوج ما يكون إلى لغة عالمية وليس هناك أصلح وأجدى إلا لغتنا
العربية وحدها . وقد لامس الدبلوماسي المخضرم دينس أحد أبرز إشكاليات
الراهن الثقافي العربي هوية وفكراً فاللغة هي الوعاء الحاضن والمعبر عن
الثقافة والعادات والتقاليد في التواصل بين الشعوب تمثل الركن الأساس في
هوية أي شعب وبالتالي فإن إضعافها يعني خسران أبنائها لميزة التواصل
والتفاعل فيما بينهم ومع ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى . ومع وصول رياح
ثورة التقنيات الرقمية والثورة المعلوماتية إلى وطننا العربي صارت لغتنا
العربية أمام تحد جديد حملته معها القنوات التلفزيونية الفضائية العربية ـ
والشابكة ـ حيث راحت تنتشر لغات هجينة إلا أن مرونة اللغة العربية وقدرتها
على استيعاب المعطيات الحديثة ومترادفاتها الغنية جعلها تحتفظ بألقها
ووجودها التاريخي رغم ماتقوم به بعض الفضائيات العربية من أساليب مخففة
ابتغاء لتواصل أفضل مع جمهور متواضع للثقافة ومنخور بالأمية راحت القنوات
الفضائية تكرس اللهجات العامية بديلاً عن اللغة الفصحى في تنافس مسعور بين
العاميتين المصرية واللبنانية . ولأن اللغة العربية هي الأم التي احتضنت
تراثنا الثقافي فقد تربعت قمم اللغات وأرضعت طفولتنا النهمة ألف باء ـ
الأحرف الأبجدية ـ ولأنها بحر لا ينضب من المفردات والمعاني وجب علينا أن
نحافظ عليها ونتمسك بها خشية تورطنا في هزيمة لغوية تجرها مفردات استوردت
خصيصاً لإلغاء خصوصيتنا العربية. إن كلمة لغة وردت في لسان العرب ذلك أنها
كلمة أخذت من الفعل ـ لغا ـ ومضارعه يلغو بمعنى يتكلم لتكون بذلك عبارة عن
أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم يبق المصطلح يقتصر على اعتبارها لغة
الأصوات فقد بات مفهومها شمولياً جعل الأصوات والإيماءات والإشارات وأسارير
وقسمات الوجه وأيضاً اللغة المنطوق بها كالأصوات والرموز المكتوبة وصور
التعبير قاطبة من موسيقا ورسم وزخرفة ونحت تندرج جميعها تحت منظومة المفهوم
الواسع للغة . ومن هنا نجد أن اللغة العربية من خلال إعجازها تنطق تارة
بالحرف وتارة باللحن الموسيقي وتارة بالرسم التصويري وتارة أخرى بإشارة
مادية أو تعبيرية فتكون أبلغ تأثيراً وأشد إيلاماً ومن هنا كانت العربية
لغة البيان التي يذكرها القرآن الكريم: "الرحمن خلق الإنسان علمه البيان"
وهي كذلك لغة أهل الجنة كما أشارت إليها الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم
تحدى العارفين بأن يأتوا بسورة من مثله أيضاً كلمة لغة لم ترد في القرآن
الكريم وإنما وردت كلمة لسان "وإنما يسرناه بلسان عربي" . باعتبار اللسان
كلمة تعبر عن أكثر من لغة حيث هناك اللسان العربي واللسان الفرنسي واللسان
الألماني وغيرها . لقد اختار الله ـ العربية ـ لغة القرآن واختار الرسول
الأعظم من قريش وفتح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أبواب العروبة لكل من
جعل العربية لغته حين قال صلى الله عليه وسلم "ليست العربية لأحد منك بأب
ولا أم إنما العربية اللسان" أي الفكر والثقافة والبيان فتدفقت في الثقافة
العربية ثقافات رفدتها عبر لغتها حملها مثقفون كبار أسهموا مع العرب في
إبداع ثقافة إنسانية عربية إسلامية لا تزال إلى اليوم حاضرة نضرة تشع على
البشرية كلها فكراً يدعو إلى العدل والإحسان وإلى الحفاظ على حقوق الإنسان
اللغة العربية خصبة بمعانيها متميزة بحيويتها تواصلت مع ثقافات وحضارات الشعوب Icon_biggrin

.‏‏

اللغة العربيه مهمه ويكفي انها لغة القرآن .. بس الانجليزية لغة هذا العصر

نتمنى تعود لغتنا للقمة .. اذا حجت البقر على قرووونها ظظ

يسلمو ميمي على هالمعلومات الرائعه مالنى غنات عنى لغتنى بس لابد من التثقف بلغات العالم واهمها E

» من ثقافات وغرائب الشعوب